تنظيم وقتك بفاعلية ( فنيات إدارة الوقت لتنظيم الأعمال دون إهدار يومي )
إن الوقت هو حركة المكان; وهذه الحركة لا تتوقف فالزمن يعج في كينونة الحياة وبالرغم من شعورنا بتلك الحركة ذهنياً فيتفاوت الشعور بالزمن حسب طبيعة الموقف; فالوقت طويل علي من ينتظر وسريع بالنسبة للأشخاص الذين يعملون بجهد; وحينما تضع نصب عينيك علي قياسه تستطيع أن تستشعر مدي ثقله; وحينما يتعلق الأمر بالنجاح دائما ما يُداهمنا ذلك الشعور بأننا لا نملك ما يكفي كي نفعل ما نُريد; هذا لأن أغلب البشر لا يُعطونه مزيداً من الإهتمام ويصرون علي إهداره بشكل يومي; لكن حقيقة تنظيم وقتك ما هي إلا تنظيم إعمالك والإنشغال بهدف تلو الأخر في سلسلة تدعم الهدف الأسمي الذي تُريد تحقيقه; فضياعه ما هو إلا مجهود مُكرر أو العمل بعشوائية; وقد يكون في التسرع لإنجاز الأعمال دون إعطاءها حقها.
ومع ذلك, فإن تلك الفنيات تعود لقدرة الشخص علي الإنتاج بفاعلية أكثر دون قياسه بحركة المكان والتي هي الساعات المُتعارف عليها; فحينما ينصب إهتمامنا صوب إنجاز شيء في مدة قصيرة نكون قد قللنا من قيمته وهكذا ننسحب من الأعمال بغية إننا لا نملك ما يكفي من الوقت.
وفي هذا المقال سيكون بحثنا حوال الفنيات اللازمة كي تنظم وقتك وإنجاز ما لا يُمكن إنجازه من قبل الأشخاص الأكثر حرفية في إدارة الوقت.
كيفية تنظيم وقتك وفق أهواءك الشخصية.
كيف تنظم وقتك وفق أهواءك الشخصية.كل منا لديه ما يقوم به من مسؤوليات تقع علي عاتقنا والتي تلتهم الوقت وهذا لأنها تستهلك خلاصة قوتنا; فكل إنسان مهما كان لديه طاقة يستطيع من خلالها إنجاز شيء واحد فقط ثم بعدها تفتر همته وتخرجه من دائرة العمل بفاعلية أكثر.
ولهذا تجد الأشخاص الناجحين الحريصين علي الوقت يعملون في الساعات الأولي من النهار أي قبيل الفجر حيث لا يوجد ما يُمكنه تشويش تركيزهم.
فحينما تبدأ الحياة بفرض ضجيجها الدائم تسلب جُل إنتبهنا وهنا نقع ضحية عدم قياس الوقت ويمر مرور الكرام دون أن نفعل شيء يُذكر; ولهذا ننصح بأن نبدأ اليوم بأهم الأشياء التي نود فعلها والتي نعتقد إن لها مردوداً ذا نفع علينا; لأننا في حين عدم القيام به نشتكي بأنه لا يوجد لدينا وقت حتي وإن كنا نُنجز مهام أخري ذات أهمية من الدرجة الثانية; ولإن البشر حالمون بطبيعتهم فيسكن بداخلهم تحقيق شيء ما وهذا هو العمل وفق أهوائهم الشخصية.
ففي حين إننا مُقصرون نحو أحالمنا فإننا مُنتجون فيما يتعلق بالمهام الأخري.
فحسب الزواية التي ينظر إليها الشخص نحو الوقت فهو بإمكانه أن يقول بأنه لديه ما يكفي من الوقت أو إن الوقت لا يُمكن إدراكه بسهولة; يُمكنك أن تري حجم التفاهات التي نفعلها يومياً والتي إذا قسناها سنري إن الوقت طويل جداً لكننا نتتبع لصوصه أينما ذهبوا; فإن أردت مزيداً من الوقت فعليك بإهمال كل ما تراه ليس له قيمه في حياتك وبهذا تكون وفرت بعضاً من الطاقة لأشياء أخري مُفيدة.
إهمال كل ما لا يُفيد حتي يتم تنظيم وقتك.
إهمال كل ما لا يُفيد كي تنظم وقتك.إن الجميع يعلمون بأنه ليس من السهل التخلي عن كل ما لا يُفيد; فالبعض مازال لا يستطيع أن يمضي قدماً ويتخلي عن بعض عاداته وتصرفاته فينقلب علي عقبيه ويستمر في المماطلة فقط فيما لا يُفيد; إن عملية الرفض ليست بالأمر السهل كما يعتقد البعض فأن تقول لا في وجه كل ما يُعرقل تقدمك ويحرمك التمتع بوقتك الثمين يحتاج لصحة نفسية ذات جودة خاصة.
وإن أردت فعلا أن تتخلص منهم واحدة تلو الأخري ينبغي عليك أن تُجبر نفسك وتوجيه طاقتك صوب ما تُريد; ولأن النفس ألفت بعض العادات فبين الحينة والأخري يعود الشخص لما كان عليه وهنا تكون المصيدة; إن التغيير لا يعني الإمتناع الجذري بل التقليل منه حتي يتضائل تأثيرة ولكن دوماً تظل هنالك شرارة قادرة علي إيقاظه من جديد.
وإن لم يكن بمقدورك أن تصيح في وجه كل ما يمنعك من إنجاز شيء مُهم ستظل حبيس الواقع ولن يكون هنالك تغيير جذري في حياتك.
أختيار الهدف المتناسب مع شخصيتك.
أختيار الهدف المتناسب مع شخصيتك.إن الهدف وراء إختيار طبيعة عمل تتناسب مع شخصيتنا هو أولي خطوات تنظيم وقتك الثمين; لأن مواجهة تلك الأعمال يتطلب فكر خاص بك ينقلك إلي ممالك الإبداع وهنا لن يمثل الوقت عقبة أبداً لأن الأمر يخرج منك بشكل طبيعي دون المزيد من الجهد; لكن حتما تطوير ملكاتك وإدراكك شيء هام وهذا كي تستمر في الإنتاج دون التوقف.
المشكلة إن مرحلة الإعداد تتطلب وقت وجهد حتي يتسني لك الإستمرار دون عقبات; وبالرغم من انه ستظهر مشكلات متفاقمة في بداية عملك سيتوجب عليك أن تحلها بشكل علمي ومزيد من الصبر دون أن تلتفت للوقت المهدور.
لأنه في طبيعته تم إستهلاكه فيما يُفيد فأصبح له قيمة بالنسبة إليك; ومهمتك أن توجه بعدها ذلك العلم وإستثماره كي يأتي بالنتائج المرجوة.
وما يجعلك كفرد تختار طبيعة عملك المناسبة لملكاتك التي وهبها الله لك هي عملية إكتشاف ذاتك.
فكل مُيسر لما خُلق له.
وإن بقيت شارداً في الحياة القفر لمدة طويلة وحتي وإن كان لديك عمل للمعيشة فإنك ترفض هذه الهبة الإلهية التي ميزك بها عن غيرك; فيجب التفرقة بين العمل للعيش والعمل للإبداع وقبول ذاتك لأنك حينها تشكر الله علي نعمه وتستغلها وهكذا ستري تطورات لن يسبق لها مثيل.
العمل المبدئي والتجربة وضياع عُمر دون جدوي.
العمل المبدئي والتجربة وضياع عُمر دون جدوي.إن التجربة هي خير دليل; وإن لم يكن لديك الشجاعة كي تختبر عدة أعمال وتكتشف ميولك لن تصل إلي تلك الموهبة; وستظل حبيس لصوص الوقت; وبالرغم من أن الأمر مرهق لكن فوائده عظيمة في حين البدء في أي عمل مهما كان ستبدأ عيوب شخصيتك بالظهور واحدة تلو الأخري; وإن لم تكن يقظاً مُنتبه لما يدور حولك ستتمرغ في وحل الحياة; وستظل مُتسخاً لأننا وبشكل دوري يجب أن نُطهر أنفسنا بما يعلق بها يومياً.
إن العمر سيمضي سواء أدركته أم لم تُدركه فالكون لا يتوقف عن الحركة ويتتابع الليل والنهار دون التأخر ثانية واحدة; فأحياناً يأخذك الفكر ويعرقل تقدمك لأننا ذوات مُفكرة بالطبع وهذا ما جعلنا نخرج من التصرف بفطرية أكثر.
فنحن أيضاً مُقيدون بالفكر ولأننا نملك كامل الحرية في التحكم به نستطيع توجيهه فيما يُفيد; فإن تطلعات البشر غاية في الروعة والله يضعك في مواقف مُعينه كي تعتصر أجمل ما فيك; فلا تعتقد أن تلك المشكلات والهموم بسبب أن الله لا يُحبك بل هي من أجل أن تُثقلك أنت; وإن فكرت للحظة واحدة وراقبت كل من حولك ستجد إن الجميع يمر بصعاب يُمكنه التعامل معها لكنه لا يعتقد بأنه قادراً عليها لعدم النهوض بملكاته وتصرفاته.
لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها.
تعليقات
إرسال تعليق